فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن الجوزي:

{هل أتاك حديث الغاشية}
قوله تعالى: {هل أتاك} أي: قد أتاك، قاله قطرب.
وقال الزجاج: والمعنى: هذا لم يكن من علمك ولا من علم قومك.
وفي {الغاشية} قولان.
أحدهما: أنها القيامة تغشى الناس بالأهوال، قاله ابن عباس، والضحاك، وابن قتيبة.
والثاني: أنها النار تغشى وجوه الكفار، قاله سعيد بن جبير، والقرظي، ومقاتل.
قوله تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة} أي: ذليلة وفيها قولان.
أحدهما: أنها وجوه اليهود والنصارى، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه جميع الكفار، قاله يحيى بن سلام.
قوله تعالى: {عاملة ناصبة} فيه أربعة أقوال.
أحدها: أنهم الذين عملوا ونصبوا في الدنيا علي غير دين الإسلام، كعبدة الأوثان، وكفَّار أهل الكتاب، مثل الرهبان وغيرهم، رواه عطاء عن ابن عباس.
والثاني: أنهم الرهبان، وأصحاب الصوامع، رواه أبو الضحى عن ابن عباس، وبه قال سعيد بن جبير، وزيد بن أسلم.
والثالث: {عاملة ناصبة} في النار بمعالجة السلاسل والأغلال، لأنها لم تعمل لله في الدنيا، فأعملها وأنصبها في النار، وروى هذا المعنى العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن.
وقال قتادة: تكبَّرت في الدنيا عن طاعة الله، فأعملها وأنصبها في النار بالانتقال من عذاب إلى عذاب.
قال الضحاك: يُكلِّفون ارتقاء جبل في النار.
وقال ابن السائب: يَخِرُّون على وجوههم في النار.
وقال مقاتل: {عاملة} في النار تأكل من النار، {ناصبة} للعذاب.
والرابع: {عاملة} في الدنيا بالمعاصي {ناصبة} في النار يوم القيامة، قاله عكرمة، والسدي.
والكلام هاهنا على الوجوه، والمراد أصحابها.
وقد بينا معنى (النصب) في قوله تعالى: {لا يمسهم فيها نصب} [الحجر: 48].
قوله تعالى: {تصلى ناراً حامية} قرأ أهل البصرة وعاصم إلا حفصاً {تصلى} بضم التاء.
والباقون بفتحها.
قال ابن عباس: قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله، {تسقى من عين آنية}، أي: متناهية في الحرارة.
قال الحسن: وقد أوقدت عليها جهنم منذ خلقت، فدفعوا إليها وِرْداً عطاشاً.
قوله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} فيه ستة أقوال.
أحدها: أنه نبت ذو شوك لا طيءٍ بالأرض، وتسميه قريش (الشِّبْرِق) فإذا هاج سموه: ضريعاً، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة.
والثاني: أنه شجر من نار، رواه الوالبي عن ابن عباس.
والثالث: أنها الحجارة، قاله ابن جبير.
والرابع: أنه السَّلَم، قاله أبو الجوزاء.
والخامس: أنه في الدنيا: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار، قاله ابن زيد.
والسادس: أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه، قاله ابن كيسان.
قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، فأنزل الله تعالى: {لا يسمن ولا يغني من جوع} وكُذِّبوا، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطباً، وحينئذ يسمَّى شِبْرِقاً، لا ضريعاً، فإذا يبس يسمى: ضريعاً لم يأكله شيء.
فإن قيل: إنه قد أخبر في هذه الآية: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} وفي مكان آخر {ولا طعامٌ إلا من غسلين} [الحاقة: 36] فكيف الجمع بينهما؟.
فالجواب: أن النار دركات، وعلى قدر الذنوب تقع العقوبات، فمنهم من طعامه الزَّقُّوم، ومنهم مَنْ طعامه غِسْلين، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم مَنْ شَرَابُهُ الصَّديد.
قاله ابن قتيبة.
قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناعمة} أي: في نعمة وكرامة {لسعيها} في الدنيا {راضية} والمعنى: رضيت بثواب عملها {في جنة عالية} قد فسرناه في (الحاقة) [آية: 22] {لا تسمع فيها لاغية} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس {لا يُسمع} بياء مضمومة. {لاغية} بالرفع.
وقرأ نافع كذلك إلا أنه بتاءٍ مضمومة، والباقون بتاءٍ مفتوحة، ونصب {لاغية} والمعنى: لا تسمع فيها كلمة لغو {فيها سُرُرٌ مرفوعة} قال ابن عباس: ألواحها من ذهب مكلَّلة بالزبرجد، والدر، والياقوت، مرتفعة ما لم يجئ أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها صاحبها، تواضعت له حتى يجلس عليها، ثم ترتفع إلى موضعها {وأكوابٌ موضوعة} عندهم وقد ذكرنا (الأكواب) في [الزخرف: 71] {ونمارق} وهي الوسائد، واحدها: نمرقة بضم النون.
قال الفراء: وسمعت بعض كلب تقول: نِمرِقة، بكسر النون والراء {مصفوفة} بعضها إلى جنب بعض، والزرابي: الطنافس التي لها خَمْل رقيق {مبثوثة} كثيرة.
قال ابن قتيبة: كثيرة مفرّقة.
قال المفسرون: لما نعت الله سبحانه ما في الجنة، عجب من ذلك أهل الكفرة، فذكرهم صنعه، فقال تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل} وقال قتادة: ذكر الله ارتفاع سُرُرِ الجنة، وفرشها، فقالوا: كيف نصعدها، فنزلت هذه الآية.
قال العلماء: وإنما خص الإبل من غيرها لأن العرب لم يَرَوْا بهيمة قَطُّ أعظمَ منها، ولم يشاهدوا الفيل إلا الشاذ منهم، ولأنها كانت أَنْفَسَ أموالهم وأكثرها، لا تفارقهم ولا يفارقونها، فيلاحظون فيها العِبَر الدَّالةَ على قدرة الخالق، من إخراج لبنها من بين فَرْثٍ وَدَمٍ ومن عجيب خَلْقِها، وهي على عِظَمها مُذلَّلة للحمل الثقيل، وتنقاد للصبي الصغير، وليس في ذوات الأربع ما يحمل عليه وقره وهو بارك فيطيق النهوض به سواها.
وقرأ ابن عباس، وأبو عمران الجوني، والأصمعي عن أبي عمرو {الإبل} بإسكان الباء، وتخفيف اللام.
وقرأ أُبَيُّ بن كعب، وعائشة، وأبو المتوكل، والجحدري، وابن السميفع، ويونس بن حبيب وهارون كلاهما عن أبي عمرو {الإبل} بكسر الباء، وتشديد اللام.
قال هارون: قال أبو عمرو {الإبل} بتشديد اللام: السحاب الذي يحمل الماء.
قوله تعالى: {كيف خلقت} وقرأ علي بن أبي طالب، وابن عباس، وأبو العالية، وأبو عمران، وابن أبي عبلة {خلقت} بفتح الخاء، وضم التاء.
وكذلك قرؤوا: {رفعت} و{نصبت} و{سطحت}.
قوله تعالى: {وإلى السماء كيف رفعت} من الأرض حتى لا ينالها شيء بغير عَمَدٍ {وإلى الجبال كيف نصبت} على الأرض لا تزول ولا تتغير {وإلى الأرض كيف سطحت} أي: بُسِطَتْ.
والسطح: بسط الشيء، وكل ذلك يدل على قدرة خَالقه {فذكر} أي: عظ {إنما أنت مذكر} أي: واعظ، ولم يكن حينئذ أمر بغير التذكير، ويدل عليه قوله تعالى: {لَسْتَ عليهم بمسيطر} أي: بمسلِّط، فتقتلهم وتكرههم على الإيمان. ثم نسختها آية السيف.
وقرأ أبو رزين، وأبو عبد الرحمن، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والحلواني عن ابن عامر {بمسيطر} بالسين.
وقد سبق بيان (المسيطر) في قوله تعالى: {أم هم المسيطرون} [الطور: 37].
قوله تعالى: {إلا من تولى} وهذا استثناء منقطع معناه: لكن من تولى {وكفر} بعد التذكر.
وقرأ ابن عباس، وعمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وأبو مجلز، وقتادة، وسعيد بن جبير {ألا من تولى} بفتح الهمزة وتخفيف اللام.
{فيعذبه الله العذاب الأكبر} وهو أن يدخله جهنم، وذلك أنهم قد عُذِّبوا في الدنيا بالجوع، والقتل، والأسر، فكان عذاب جهنم هو الأكبر {إن إلينا إيابهم} قرأ أُبَيُّ بن كعب، وعائشة، وعبد الرحمن، وأبو جعفر {إيابهم} بتشديد الياء، أي: رجوعهم ومصيرهم بعد الموت {ثم إِن علينا حسابهم} قال مقاتل: أي: جزاءهم. اهـ.

.قال الخازن:

قوله عزّ وجلّ: {هل أتاك} أي قد أتاك {حديث الغاشية} يعني القيامة، سمِّيت غاشية لأنها تغشى كل شيء بأهوالها، وقيل الغاشية النار، سُمِّيت بذلك لأنها تغشى وجوه الكفار {وجوه يومئذ} يعني يوم القيامة {خاشعة} يعني ذليلة، والمراد بالوجوه أصحابها فعبر بالجزء عن الكل، ولأن الوجه أشرف أعضاء الإنسان، فعبر به عنه.
{عاملة ناصبة} قال ابن عباس: يعني الذين عملوا ونصبوا في الدنيا علي غير دين الإسلام من عبدة الأوثان وكفار أهل الكتاب، مثل الرهبان وأصحاب الصوامع، لا يقبل الله منهم اجتهاداً في ضلال بل يدخلون النار يوم القيامة.
ومعنى النصب الدؤوب في العمل بالتعب.
(ق) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وفي رواية «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، أما الرواية فإنها تختص بمن أحدث في دين الإسلام شيئاً ابتدعه من عنده فهو مردود عليه لا يقبل منه.
وأما الرواية الثانية فإنها تشتمل على كل عامل في دين الإسلام، أو غير دين الإسلام فإنه مردود عليه إذا لم يكن تابعاً لنبينا صلى الله عليه وسلم.
وقيل في معنى الآية {عاملة} في الدنيا بالمعاصي {ناصبة} في الآخرة في النار.
وقيل {عاملة ناصبة} في النار، لأنها لم تعمل لله في الدنيا فأعملها وأنصبها في النار بمعالجة السلاسل والأغلال، وهي رواية عن ابن عباس قال ابن مسعود: تخوض في النار كما تخوض الإبل في الوحل، وقيل يجرون على وجوههم في النار، وقيل يكلفون ارتقاء جبل من حديد في النار وهو قوله تعالى: {تصلى ناراً حامية} قال ابن عباس: قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله عزّ وجلّ: {تسقى من عين آنية} أي متناهية في الحرارة قد أوقدت عليها جهنم مذ خلقت لو وقعت منها قطرة على جبال الدنيا لذابت فيدفعون إليها وروداً عطاشاً، فهذا شرابهم، ثم ذكر طعامهم فقال تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} قيل هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسميه قريش الشبرق فإذا هاج سموه الضريع، وهو أخبث طعام وأبشعه، وهي رواية عن ابن عباس، فإذا يبس لا تقربه دابة، وقيل الضريع في الدنيا هو الشوك اليابس الذي له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار، وجاء في الحديث عن ابن عباس يرفعه الضريع شيء في النار يشبه الشوك، أمر من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشد حراً من النار، قال أبو الدرداء: إن الله تعالى يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء فيستسقون فيعطشهم ألف سنة ثم يسقون من {عين آنية} شربة لا هنيئة، ولا مريئة، فإذا أدنوه من وجوههم سلخ جلدة وجوههم، وشواها، فإذا وصل إلى بطونهم قطعها فذلك قوله تعالى: {وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم} قال المفسرون فلما نزلت هذه الآية قال المشركون إن إبلنا لتسمن على الضريع وكذبوا في ذلك، فإن الإبل إنما ترعاه رطباً فإذا يبس لا تأكله.
{لا يسمن ولا يغني من جوع} يعني إن هذا الطعام لا تقدر البهائم على أكله فكيف يقدر الإنسان على أكله، فهو إذاً لا يسمن ولا يغني من جوع.
فإن قلت قد ذكر الله تعالى في هذه الآية أنّه لا طعام لهم إلا من ضريع، وذكر في موضع آخر أنه لا طعام لهم إلا من غسلين، فكيف الجمع بينهما؟!.
قلت إن النار دركات فعلى قدر الذنوب تقع العقوبات، فمنهم من طعامه الزقوم لا غير، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من طعامه الغسلين.
ثم وصف أهل الجنة فقال تعالى: {وجوه يومئذ ناعمة} أي متنعّمة ذات بهجة وحسن، ونعمة، وكرامة {لسعيها راضية} أي لسعيها في الدنيا راضية في الآخرة حيث أعطيت الجنة بعملها.
{في جنة عالية} قيل هو من العلو الذي هو الشرف، وقيل من العلو في المكان، وذلك لأن الجنة درجات بعضها أعلى من بعض، كل درجة كما بين السماء والأرض.
{لا تسمع فيها لاغية} أي ليس فيها لغو ولا باطل.
{فيها عين جارية} على وجه الأرض في غير أخدود، وقيل تجري حيث أرادوا من منازلهم، وقصورهم.
{فيها سرر مرفوعة} قال ابن عباس: ألواحها من ذهب، مكللة بالزبرجد، والياقوت، مرتفعة ما لم يجيء أهلها، فإذا أراد أهلها الجلوس عليها تواضعت لهم حتى يجلسوا عليها، ثم ترتفع إلى مواضعها {وأكواب} يعني الكيزان التي لا عرى لها.
{موضوعة} يعني عندهم بين أيديهم، وقيل موضوعة على حافات العين الجارية كلما أرادوا الشرب منها وجدوها مملوءة.
{ونمارق مصفوفة} يعني وسائد ومرافق مصفوفة، بعضها جنب بعض أينما أراد أن يجلس وليُّ الله جلس على واحدة، واستند إلى الأخرى.
{وزرابي} يعني البسط العريضة قال ابن عباس: هي الطنافس التي لها خمل، واحدتها زربية {مبثوثة} أي مبسوطة، وقيل متفرقة في المجالس.
قوله عزّ وجلّ: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} قال أهل التفسير لما نعت الله عزّ وجلّ ما في هذه السورة مما في الجنة عجب من ذلك أهل الكفر وكذبوه، فذكرهم الله صنعه، فقال: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} وإنما بدأ بالإبل لأنها من أنفس أموال العرب، ولهم فيها منافع كثيرة والمعنى إن الذي صنع لهم هذا في الدنيا هو الذي صنع لأهل الجنة ما صنع؛ وتكلمت علماء التفسير في وجه تخصيص الإبل بالذكر من بين سائر الحيوانات، فقال: مقاتل لأن العرب لم يروا بهيمة قط أعظم منها، ولم يشاهد الفيل إلا النادر منهم، وقال الكلبي لأنها تنهض بحملها وقد كانت باركة، وقال قتادة: لما ذكر الله تعالى ارتفاع سرر الجنة وفرشها قالوا كيف نصعدها فأنزل الله تعالى هذه الآية.
{وإلى السماء كيف رفعت} يعني فوق الأرض بغير عمد، ولا ينالها شيء.
{وإلى الجبال كيف نصبت} أي على الأرض نصباً ثابتاً راسخاً لا يزول.
{وإلى الأرض كيف سطحت} أي بسطت، ومهدت بحيث يستقر على ظهرها كل شيء.
قال ابن عباس: المعنى هل يقدر أحد أن يخلق مثل الإبل، أو يرفع مثل السماء أو ينصب مثل الجبال، أو يسطح مثل الأرض غير الله القادر على كل شيء.
ولما ذكر الله تعالى دلائل التوحيد ولم يعتبروا ولم يتفكروا فيها خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر} أي فعظ إنما أنت واعظ {لست عليهم بمسيطر} أي بمسلط فتكرههم على الإيمان، وهذه الآية منسوخة نسختها آية القتال.
{إلا من تولى وكفر} استثناء منقطع عما قبله معناه لكن من تولى وكفر بعد التذكير {فيعذبه الله العذاب الأكبر} وهو أن يدخله النار، وإنما قال: الأكبر لأنهم عذبوا في الدنيا بأنواع من العذاب مثل الجوع، والقحط والقتل، والأسر، فكانت النار أكبر من هذا كله.
{إن إلينا إيابهم} أي رجوعهم بعد الموت.
{ثم إن علينا حسابهم} يعني جزاءهم بعد الرجوع إلينا، والله أعلم. اهـ.